<p><span></span><span></span><span></span><span></span>&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;تعد مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي يمر بها الفرد في حياته ، حيث تظهر لديه بعض المشكلات النفسية والاجتماعية نتيجة للتغيرات المختلفة التي يشعر بها ، كما أنه يعاني من التذبذب في انفعالاته ، الذي قد يستمر معه في مراحل نموه المتقدمة إذا لم يحظى بالرعاية و الدعم المناسبين ، و بالتالي فهو بحاجة إلى توجيه منظم على نحو مدروس خاصة إذا علمنا أن المراهق في هذه الفترة قادر على التغيير نظراً لنمو قدراته العقلية بشكل مطرد .
</p>
<p>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; و تشير العديد من النظريات العلمية إلى التطور العقلي و النضج الانفعالي السريع للموهوبين أكثر من نظرائهم العاديين من نفس العمر الزمني ، و بالتالي فإنهم عرضة للتغييرات النفسية السريعة التي تتطلب إشباعاً للحاجات الخاصة بهم&nbsp; و إثباتاً للذات .
</p>
<p>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; و يعد تشكيل ( هوية الأنا ) لدى الموهوبين محور التغيير الأول في مرحلة المراهقة ، نظراً لارتباطه بمدى قدرتهم على تحديد ما يناسبهم من معتقداتٍ و أدوارٍ في الحياة متجاوزين ما يسمى بـ ( أزمة الهوية ) التي تبرز ملامحها في عدم وضوح الرؤى و الأهداف وانعدام القيمة الاجتماعية و الشعور بالاغتراب والقلق و عدم الأمان، كما يصاحبها فضلاً عن كل ذلك التناقض الوجداني تجاه الوالدين والأسرة بشكلٍ خاص و المجتمع بشكلٍ عام.
</p>
<p>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; إن البحث عن القدوة الجديدة التي تمنح الموهوبين في مرحلة المراهقة الشعور بالإنجاز و المعنى الحقيقي للحياة من وجهة نظرهم هي من أخطر ملامح تلك الأزمة ، و قد تظهر على شكل تطرف أو تمرد يعبرون فيه عن مقاومتهم للمعايير الاجتماعية مما يزيدهم ابتعاداً و اغتراباً عن ذاتهم و واقعهم وأسرتهم ، و بالتالي فإنه لا يمكننا الحديث عن تشكيل (هوية الأنا ) لدى الموهوبين بمعزلٍ عن توافقهم النفسي و الاجتماعي وأهمية تحقيقهما بالنسبة إليهم .
</p>
<p>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; نحن كآباء بحاجةٍ كبيرةٍ إلى تعلم الكيفية التي يتم فيها تشكيل ( هوية الأنا ) لدى أبنائنا الموهوبين في مرحلة المراهقة ، و تتفاقم تلك الحاجة لدينا كتربويين متخصصين معنيين بتوجيه عمليات التعلم و التعليم إلى تلك الفئة بمايتناسب مع حاجاتهم و يحقق التوازن النفسي و الاجتماعي المنشود لهم بالشكل الذي يساعدهم على العيش بسلام مع ذواتهم من جهة ، و كأفراد منتجين و مبدعين في مجتمعاتهم من جهةٍ أخرى.
</p>
<p>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; و بناءً على ما سبق ، يمكننا تبني بعض الإرشادات التربوية الخاصة بحيث تنطلق من المدرسة تتلخص في التشخيص الفردي للموهوبين في مرحلة المراهقة باستخدام أدوات علمية مقننة ، يليها بناء الخطط الإرشادية من قبل المرشد الطلابي بشكلٍ تشاركي مع كل من لهم علاقة بالموهوبين بدءاً بالقيادة المدرسية و معلمي الموهوبين و بالتعاون مع الأسرة ، ثم تنفيذها و تقويمها بشكلٍ مستمر ، و تظهر الخطط الإرشادية تميزها في مدى ملائمتها للحاجات النفسية و الاجتماعية الخاصة بالموهوبين ، فضلا عن مرونتها في توجيه العمليات الإرشادية ( فردية ، جمعية ، خيارية ) وفقاً للتغيرات التي يمرون بها .
</p>
<p>&nbsp;&nbsp;&nbsp; كما تساعد عمليات دمج المهارات الشخصية و الاجتماعية في المحتوى المعرفي أثناء عمليات التعلم والتعليم على موائمة النمو الاجتماعي و الاخلاقي للنمو المعرفي ، و لا ننكر الدور الأهم الذي يمكننا تقديمه لأبنائنا الموهوبين وهو تدريبهم على النظر للمشكلات و المواقف من زوايا مختلفة ، و ربطها بواقعهم بشكل مستمر مع تشجيعهم على الانفتاح على التجارب العالمية ، و تحقيق ذواتهم من خلال بناء المعارف الجديدة وصولاً بهم إلى ابتكار أفكارٍ أصيلة تحقق تنمية مستدامة لمجتمعاتهم .
</p>
<p><span style="color: #76923c;">&nbsp;و ختاماً ،،، فإن كل ما تقدم من إرشادات تعد من الوسائل التي نرى أهمية تطبيقها على نحو مدروس في الميدان التربوي كأفراد متخصصين في المجال ، و هي على سبيل المثال لا الحصر ، فما الذي يمكنكم تقديمه لمشاركتنا تلك الأفكار ؟!</span>
</p>
<p>الكاتب / مالكه بنت محمد الراجح
</p>
<p>إدارة الموهوبات / الأحساء
</p>
<p>1438 – 1439 هـ
</p>
<p><span style="color: #76923c;"></span></p>