الكفاءة العلمية : من مهام المعلمة الأساسية أن تقدم للطالبات المعلومات والخبرات التي تحتجنها في مادتها المقررة. ويفترض ـ بديهيا ـ أن تكون المعلمة ملمة بتلك المعلومات بشكل صحيح وواضح، إذ من البديهي أن فاقد الشيء لا يعطيه. ولا يمكن أن تقدم المعلمة للطالبة معلومة بشكل سليم إذا لم تكن مستوعبة لها. ومن هنا جاءت فكرة التخصص إذ يتوقع من المعلمة أن تتخصص في فرع من فروع العلم وتتمكن منه. وهذا بالطبع لا يعفيها معرفة ما هو خارج تخصصها.
الكفاءة التربوية : الإلمام بالمادة العلمية ـ مع أهميته ـ لا يكفي لوحده، بل لابد أن ينضم إليه معرفة بالطرق التربوية المناسبة في التعامل مع الطالبة. فالطالبة ليست آلة تضبط على وضع الاستقبال وتصب المعلومات في داخلها، بل هي بشر لها روح وعقل وانفعالات وجسد، وتمر في الساعة الواحدة بحالات نفسية وانفعالات مختلفة. والمعلمة تتعامل مع الطالبة في كل هذه الحالات ومن كل تلك الجوانب، فلذلك لا بد أن تكون ملمة بطرق التربية وأساليب التعامل معهن.
الكفاءة الاتصالية: مع إلمام المعلمة بمادتها العلمية وبالطرق التربوية للتعامل مع طالباتها لابد لها من معرفة طرق ووسائل الاتصال التي عن طريقها تتمكن المعلمة من إيصال ما لديها من معلومات وأفكار واتجاهات ومهارات فيجب أن تكون لغة المعلمة سليمة ومفهومة لدى الطالبات وتناسب مستواهن العقلي من حيث نوعية الكلمات ومستوى تركيب الجمل، وأن يكون صوتها مسموعا ومناسبا، وأن تكون لديها القدرة على إعادة عرض المعنى بأساليب متنوعة، مع قدرة على ضرب الأمثال لتقريب المعاني.
كان أحد المعلمين يشرح للصف الثاني الابتدائي مادة العلوم، وفي نهاية الشرح استوقفه أحد الطلاب وكان منصتا أثناء الشرح وقال: ما معنى "لا بد.." يا استاذ؟! فقد كان المعلم يكرر هذه الكلمة التي كانت عنده من الكلمات السهلة، لكنها لم تكن كذلك لطالب الصف الثاني ابتدائي فينبغي أن تكون المعلمة عارفة بعوائق الاتصال التي يمكن أن تحدث في الفصل لتسعى إلى تذليلها. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم أعاد الكلام ثلاثا حتى يفهم عنه.
الرغبة في التعليم : من أعظم عوامل نجاح المعلمة رغبتها في التدريس. فالمعلمة مالم تكن مدفوعة بحب التعليم ولديها رغبة في أداء ما حملت من أمانة التعليم فلن تتحمس لمهنتها وبالتالي لن تنجح فيها ومن أعظم ما يبعث الرضا في النفس ويشعر الإنسان بقيمته في الحياة نشر ما يملكه من علم.