(نـبــراس الـخـلـــود)



بـيـن الــســمـا والأرض زُفَّ بـيـــانـي
ولــبســتُ تــاجـــاً ..لا يــحـق لـثـــانِ

وبــزغـتُ نـبراسـاً عـلى شَـفَةِ الزمـانِ
فـخُـلِّــدَتْ .......إشــراقــة الـتـبـيــانِ

وسـكـنـتُ أشـغـفـة الـقـلـوب محـبةً
فـجـلـى ســـنــائـي مـابـــها مــن رانِ

وتــأمـل الشـــعـراء أضـواءَ الـبـيــانِ
وأمــعـنـوا التــحديــق فـي لـمـعـانـي

فـبــدا لـهــم مـن رونــقـي إطــلالـةٌ
كـالـبرق يــشـرُقُ في الـمسـاء ثواني

يـلـقـي الــسنـاءُ رداءه عـبرالـمـدى
يـغـفـو الــخـيـالُ فـيسـتحيـلُ مـعـاني

تُزجى الخواطر كالسحائب في السما
فـتـسِحُّ سـحــراً مـن نــمــير بـيـانــي

تـغـدو بـه الكلـمـات زهــراً مـونــقـاً
حـتى يـغــار لِـحُسـنــهــا الـقــمــرانِ

فتـرى ريـاضـاً من حـروفٍ أزهـرت
وتــمــايــلـت طــربــاً عــلـى الأوزانِ

حــزت السيــادة فـي البيــان فنزِّلــت
سُـــورُ الـكِتــاب ورتِّـلـت بــلسـانــي

فَهَمَت عـلى وجـه البـسيطةِ أحـرفـي
حـتـى ارتـوت بــالـنــور والايـمــانِ

(الله أكبـر ) في الـمـدائــن جلـجـلت
والكـونُ أنــصت خـاشـعــاً لأذانــي

يُـصغي الـوجـود إلى حديثي كـلمـا
أتــلـو عـليــه رســـالــةَ الـرحـمـنِ

نــلت الخلودَ فمـا يساورنـي الردى
مـنــذ اصـطـفــانــي الله لـلـقــرآنِ

سـأظـلُّ أغــدِق بـالبـيـان وبالسنــا
أروي الـحياة على مـدى الأزمـانِ


كتبه
محمد بن مكي النعمي
المدينة المنورة