بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وعلى آله وصحبه
ولا إله إلا الله والله أكبر
مداد كلماته وزنة عرشه ورضاء نفسه
/
في رحلة من أغرب قصص البادية
سنكون عما قريب
في رحاب أحداث امتزج الخيال فيها بالواقع
ليصور لنا احداث قصة
دموع ابن ريــــمــــيـــة
ذلك الشيخ الذي تقلب به الزمان والمكان
حتى صور لنا صورة من أجمل صور الماضي
سنتجول بين احداث قصته
ونزداد غرابة وشوقا لكل فصل من فصولها
سنرى فيها عواقب الظلم
وسنرى فيها عاقبة الصبر
ستسطر لنا أحداثها حقيقة أن مع العسر يسرين
سترسم لنا تلك القصة بأجمل ريشة لها
لوحة جميلة تحمل في طياتها روح الوفاء بين الأزواج
/
في تلك القصة قد تفاجؤون بما لاتتوقعون
/
حتى تزدادوا شوقا إلى أحداث غريبة تُشعر أنفسكم بأنكم تعايشون تلك الأحداث
وكالمعتاد لم تكن تلك القصة إلا لهدف سام سيتضح في أخراها
/
/
دمـــــوووع ابن ريمية
لــ تركـــــــــــــي بـــن مـــاجــــــد
maged
(من الأفضل تشغيل السماعات أثناء قراءة القصة)
بعد مئات خلت من السنين على هجرة محمد صلى الله عليه وسلم
استقر الرحال بقبيلة ابن ريمية في فيافي نجد العذية
فقد استهواها المقام بين جبالها وأوديتها الجميلة
فقررت البقاء والاستقرار بين جوانبها
تلك القبيلة تتميز بقوة تماسكها وتواد أفرادها وصفاء أنفسهم وتراحمهم فيما بينهم
فالقوي فيها عون للضعيف
والغني باب خير لكل فقير من فقرائها
/
أما شيخها هايل ابن ريمية ذو المجد والشجاعة والكرم والدهاء
فيكن له أفرادها المحبة والإجلال نظير تلك الصفات الحميدة
///
للشيخ ابن ريمية من الأولاد ثلاثة
عناد الابن الأكبر وعقاب الابن الأوسط ونايل الابن الأصغر وله ابنة واحدة هي الجازي
/
استمرت الحياة بتلك القبيلة على ماهي عليه من تواد وترابط وتكاتف
حتى أتى ذلك اليوم الذي اجتمع فيه أفرادها بعد صلاة الفجر
في مجلس شيخهم ابن ريمية يتجاذبون أطراف الحديث مع بعضهم البعض
وبينما هم كذلك حتى تفاجأوا باستئذان أحد الحاضرين
من الشيخ لكي يتحدث
فأذن له الشيخ
ملفي :
يالشيخ أسعد الله صباحك انت والحاضرين
الشيخ : أسعد الله صباحك ياملفي
ملفي :ياشيخ أنا طلاب للحق أبيك تعطيني الحق من ساري
طلبت منه يسقي نياقي ورفض
وتلفظ علي بعد وهالأمر ماهو من عادتنا ياشيخ
ولا أظن أحد منا يرضا به
الشيخ ابن ريمية : أفا وش هالكلام اللي أسمعه
كيف يسوي ساري هالسواة في ولد عمه يالربع
وينه ساري
أحد الحضور : ما هو فيه طال عمرك
الشيخ ابن ريمية(وقد بدات على محياه علامات الغضب)
:أبشر بالحق ياملفي
لاتشيل هم
أنا اللي آخذ حقك منه
لا أبد مايصير يالربع هالأمر
كيف يتخلى الرجل عن مساعدة غيره وقت الحاجة حتى لو ماهو قريب منه
كيف والمحتاج ولد عمه
وين المروءة وين الشهامة والنخوة
لا أبد مايصير هالشئ وعلينا يالربع جميعا إنكاره
إذا تهاونا في هالأمور اللي يشوفها البعض صغيرة
بتوصل للي أكبر منها ونفقد عزتنا وترابطنا وقوتنا وبيلاقي العدو
له مدخل بينا يالربع
/
أخذ أفراد القبيلة يؤيدون الشيخ في حديثه وأخذوا يستنكرون
ماحدث من ساري حتى إن البعض وصفه بما لايليق
/
وعند ذلك استأذن عناد ابن الشيخ هايل والده بالحديث
قائلا
إذا سمحت لي بالحديث طال عمرك
الشيخ: تفضل ياعناد
عناد : طال عمرك ساري غايب ويمكن فيه أمر أجبره على ذلك يمكن الماء قليل عنده
وما يكفي ولابد نسمع منه وإن أذنت لي بحاول أصلح الأمر بين ملفي وساري
الشيخ الله يقويك ويبارك فيك وانا أبوك افعل اللي تشوفه
//
وماهي إلا لحظات قصيرة مالبث بعدها الجمع
حتى انفض من المجلس وذهب كل واحد لقضاء شؤونه
/
ولم يبق سوى الشيخ ابن ريمية ورفيق دربه القاضي أبو علي وابنه عناد
وعندها خاطب
الشيخ ابنه عناد قائلا : كأن في خاطرك شئ ياعناد
عناد :لا أبد طال عمرك مافيه إلا سلامتك
الشيخ ابن ريمية : أقول تكلم ماهنا غريب خالك وأنا ياولد
عناد: والله يايبه إني ما أبي أعارضك ابد
ولكن أشوف إن علينا واجب لابد نحرص عليه
الشيخ هايل :وش الأمر ياعناد
عناد :طال عمرك الواجب إنا نقرب بين أفراد القبيلة
ومهما حصل من خلاف بينهم الواجب
علينا نهون الأمر ونخففه ونحاول نقرب وجهات النظر بينهم
لأن نشوب الشحناء والبغضاء
بينهم ماهو من صالحنا ولا صالح قبيلتنا أبدا قوتنا في تكاتفنا وتغاضينا
وتحمل بعضنا لبعض
طال عمرك
/
وما إن انتهى عناد من حديثه حتى خاطبه
والده قائلا : بارك الله فيك وأنا أبوك أشهد إنك كفو وإنه ينشد بك الظهر
ولكن أنا أردت وأنا أبوك أن أوجه رسالة للجميع
بأن التخلي عن مساعدة الآخر أو التلفظ والتهجم عليه
أمر مستنكر ولا ينبغي على الرجل فعله ولا يمكن نرضى به
مهما كانت مكانته
أنا ياعناد وأنا أبوك ماحبيت أخفف هالفعل في عيون الربع ويتكرر وأنا أبوك
وانت كلامك في محله وسو اللي تبي
أبو علي مازاحا : ماشاء الله عليه عناد طالع حكيم على خاله
//////
وتمر الأيام وتمضي الشهور ويحل فصل
الشتاء بأمطاره المتواصلة ورياحه الباردة على نجد العذية
فتخضر الفياض وتمتلئ الشعاب بالمياه
ورغم مرور أيام الشتاء القاسية ورياحها العاصفة
إلا أن
الحب والتكاتف مازال مستمرا
بين أفراد تلك القبيلة
فلايزيدها تقلب الزمان إلا قوة وتلاحما
حتى أتى ذلك المسااااء
/
عناد : يبه أبي استأذنك أبي أطلع للقنص مع سعد ومساعد عيال خليف
الشيخ : الله يوفقك وأنا أبوك انتبه لنفسك ولخوياك
وبعد مسافة ليست بالبعيدة أراد الثلاثة أن يضعوا هدفا ليتنافسوا على إصابته
بواسطة بنادقهم
وبينما هم كذلك يتناوبون على رميه
حتى أصاب الهدف عناد فتعالت ضحكاته وكلمات فخره
ثم ذهب إلى إعادة وضع الهدف مكانة ليتسنى لهم
التنافس عليه مرة أخرى
وما أن وضع الهدف وهم بالمغادرة
حتى أصابته رصاصة من بندقية مساعد
فقد استعجل في تصويب الهدف قبل ابتعاد عناد
عن الهدف فكان مكانها في صدر عناد بدلا من الهدف دون أن يقصد ذلك
//
ذهل الأخوان مما حدث فأسرعا إلى عناد فوجداه قد فارق الحياة
//
فجع الأخوان بهذه المصيبة وضاقت عليهما الأرض بما رحبت
وبدآ التشاور بينهما في أمر هذه المصيبة
//
سعد : يامساعد وش هالمصيبة اللي وقعتنا فيها وأنا أخوك
مساعد : والله ياسعد ماقصدته والله ياسعد إن عناد غالي علي وافديه بروحي
سعد : وش السواة يا مساعد
مساعد : والله مادري وأنا أخوك ضاق فكري ونظري معاد أقدر على شئ
سعد : اسمع وأنا أخوك والله ما أحد بمصدقنا مهما قلنا وحلفنا
والله ليقتلنا ابن ريمية
لكن وش رايك نهرب ونلجأ لأي قبيلة
/
مساعد : لو هربنا ثبتت علينا التهمة وصرنا طول عمرنا في خوف وقلق
من رأيي إنا ندخل على أبو علي ونقول له القصة ويبي يتيسر الأمر بإذن الله ياسعد
سعد : أجل خلنا نرجع للعرب قبل تغرب الشمس
/
حمل الإخوان عناد على ظهر فرسه وتوجها به نحول مضارب قبيلتهم
لكن من سوء حظهما أن الشيخ ابن ريمية كان
في ذك الوقت يتفقد المراعي ويحث
الرعاة على العناية بمواشيه ومواشي أفراد القبيلة
وإذا به يرى
من بعيـــد فرس عناد وهي تحمل رجلا قد ريط على ظهرها
وبرفقتها مساعد وسعد
وما أن رآهما حتى أسرع بفرسه نحوهما
/
سعد (وهو يرتجف من شدة الخوف) : يامساعد هذا الشيخ هايل متجه صوبنا
وش السواة
مساعد : اسمع وأنا أخوك أنت خلك بعيد عني وأنا بشرح له الأمر وأنت راقب الوضع
لو صار شئ اهرب بنفسك وادخل على أبو علي
///
وماهي إلا لحظات كلمح البصر حتى وصل ابن ريمية فرأى ابنه
وقد غطت الدماء ملابسه فأخذ يضمه إلى صدره
وهو يصرخ بأعلى صوته
ويتوجد على ابنه
يحتضنه حتى كاد أن يكسر أضلاعه
لا يردد لسانه سوى ياعناد ياكسر ظهري ياعناد آآآآهن يعناد ياحرق قلبي ياعناد
ظل ابن ريمية على هذه الحال لحظات طويلة يكثر التوجد على ابنه
وتذرف دموع الحزن والقهر عيناه
استمر الحال كما هو عليه لحظااات طويلة
ثم نهض الشيخ والغضب قد ملأ أركان نفسه وأمسك بثوب مساعد من ناحية صدره
يجره جرا شديدا إليه
وأخذ يرجف به الأرض
/
الشيخ ابن ريمية : مساعد من اللي قتل عناد يامساعد
من
مساعد: وقد سيطر عليه الخوف والارتباك: ياشيخ والله لأقولك اللي صار دون زيادة ونقصان
قص مساعد على الشيخ ما حدث
وما أن فرغ من حديثه حتى بادره قائلا
ابن ريمية : أفا يامساعد تقتل خويك على شان هدف أصابه ماتستحي ماتخاف ربك
ثم صوب ابن ريمية بندقيته اتجاه مساعد فأرداه قتيلا
/
/
ما أن رأى سعد ماحدث لأخيه حتى ولى هاربا
فانطلق نحوه الشيخ ورجاله
أدرك الشيخ ابن ريمية أن وجهة سعد ستكون نحو بيت
أبو علي لذا وجه فرسانه بأن يحيلوا بين سعد واللجوء إلى بيت أبو علي
تفاجأ سعد بانقسام الفرسان وبمحاولتهم اعتراضه من جهة بيت أبو علي فلم يجد أمامه
سوى ....
يتبع ,,,,,
//////////////
,دعواتكم بأن يحقق الله آمال من صمم الفلاش
وأن يسعده دنيا وآخره
////////////