- تعريفها :
جاء في لسان العرب : بلغ الشيء ويبلغُ بُلُوغًا : وصل وانتهى .
وبالغ يُبالغُ مبالغةً : إذا اجتهد في الأمر .
والمبالغة : أن تبلغ في الأمر جهدك .
وبالغ فلان في الأمر : إذا لم يقصِّر فيه .
والمبالغة عند علماء البلاغة فرع من فروع التحسين المعنويّ في علم البديع . وهي قريبة من تعريف اللغويين ، وفيها شميمٌ من الزيادة في الوصف على الحد الطبيعي المألوف .
عرَّفها قُدامة بن جعفر فقال : هي أن يذكر المتكلم حالا من الأحوال ، لو وقف عندها لأجزأت ، فلا يقف حتى يزيدَ في معنى ما ذكره ليكون أبلغ من معنى قصده ، وضرب على ذلك مثلا بيت عمير التغلبي :
ونُكْرِمُ جارنا مادام فينا * * * ونتبعه الكرامةَ حيثُ مالا
فقال قدامة إن هذا البيت من أحسن المبالغة عند الحُذَّاق ، فإن الشاعر بالغ فيه إلى أقصى ما يمكن من وصف الشيء ، وتوصَّل إلى أكثر ما يقدر عليه فتعاطاه .
وقال آخر ..
المعنى إذا زاد على التمام سمِّي مبالغة .
وقال ابن رشيق :
المبالغة بلوغ الشاعر أقصى ما يمكن في وصف الشيء .
2- أقسامها :
المبالغة على ثلاثة أقسام : مبالغة ، وإغراق ، وغلو .
فالمبالغة : هي الإفراط في وصف الشيء بما هو مقبول عقلا وعادة .
والإغراق : هو الإفراط في وصف الشيء بما هو مقبول عقلا ومرفوض عادة ,
والغلو : هو الإفراط في وصف الشيء بما هو مرفوض عقلا وعادة .
فلو قال قائل : شربتُ اليوم عشرين ليترًا من الماء ، فهو مقبول عقلا وعادة في حالة الحرّ الشديد والظمأ القاتل .. فهذه هي المبالغة .
ولو قال : شربتُ اليوم مائة ليترٍ من الماء ، ، .. فهو إغراق ، يقبله العقل ، وترفضه العادة .
ولو قال : شربتُ اليوم برميلا كاملا من الماء ، فهو غلو يرفضه العقل والعادة .
يتبع