70 موظفة تحت رحمة مبنى متهالك بتعليم الشرقية

لا تزال معاناة موظفات مبنى الشعب الإدارية النسائية التابع لإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية والواقع في حي الزهور بالدمام مستمرة رغم مرور أكثر من عام ونصف على آخر زيارة قامت بها “الوطن” للمبنى المتهالك المكون من 3 طوابق وتعمل به نحو 70 موظفة تعبت أياديهن -كما يقلن- من إرسال الخطابات التي توصي بضرورة إجراء صيانة للمبنى. وتتوزع موظفات المبنى في أقسام عدة منها، المالية والتدقيق، والرواتب والمتابعة، وشئون الموظفات، والأمن والسلامة، والمخزون والإجازات المرضية. وهذه الأقسام تخدم جميع محافظات المنطقة الشرقية، وهي أقسام إدارية تهتم وتشرف على المعلمات والموظفات العاملات في جميع مدارس المنطقة بمختلف مراحلها. في 21 فبراير 2010 أرسلت “الوطن” استفساراً إلى مدير التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية السابق الدكتور سمير العمران حول هذا المبنى, ووصل الرد بعد أسبوعين عن طريق الفاكس، أشار فيه العمران آنذاك إلى أنه يجري تجهيز مبنى جديد للموظفات ينتهي بعد 3 أشهر, ولا تزال الموظفات متواجدات بالمبنى نفسه. وتجولت “الوطن” أمس للمرة الثانية في أرجاء المبنى، وتمكنت من التقاط بعض المشاهد والمواقف، ورصدت موظفات يعانين من توزيع المكاتب والغرف، إضافة إلى تكسير شبابيك بعض الغرف وتعطل أجهزة التكييف. وفي تعليق لها قالت إحدى الموظفات إن تعطل أجهزة التكييف دفعني لشراء جهاز تكييف من حسابي الخاص وأنا إحدى العاملات على البنود وراتبي ضئيل لا يكفيني ولكن لم نحتمل حرارة الطقس والمكان. وأكدت موظفات أخريات أنهن يعتمدن على جهاز فاكس واحد فقط يوجد في أحد الأقسام، وتستغرق رحلة إرسال الفاكس ساعات بل أحياناً تصل إلى أيام أو أسابيع بحسب مدى قدرة هذا الفاكس على استيعاب كمية وحجم المراسلات عن طريقه، وأيضاً على حسب تواجد موظفات القسم، إضافة إلى أن آلة التصوير الخاصة بالعمل أعلنت “استسلامها” وتوقفت عن العمل منذ فترة. وأضافت موظفات رفضن ذكر أسمائهن أنهن خاطبن مسؤوليهن بضرورة إصلاح آلة التصوير، ولكن “لا حياة لمن تنادي”، وقلن إن قسم المحاسبة به أجهزة بدائية وقديمة تستخدمها الموظفات, ولا يتوفر في مكاتبهن خدمة الإنترنت, إضافة إلى أن مصابيح الإنارة في المكاتب أصبحت تشكل خطراً بسبب خروج بعض قطرات المياه من جوانبها مما قد يسبب تماساً كهربائياً أو انهياراً للسقف. إحدى الموظفات قالت، إن دورات المياه معاناة أخرى تعيشها الموظفات، حيث لم تشهد صيانة منذ سنوات، بالرغم من مخاطبة عدد من الموظفات للإدارة المسؤولة عن ذلك، إلا أنهن لم يجدن أي رد، حيث يمتنعن عن استخدام تلك الدورات بتاتاً لكونها غير صالحة للاستخدام البشري. موظفات أخريات قلن إن المبنى أصبح مسكناً للفئران والنمل الأبيض. وأضفن أن الموظفات اللواتي يعملن في الطابق الثالث يجدن صعوبة في ركوب السلم العادي خاصة الموظفات الحوامل, مشيرات إلى أن مخرج الطوارئ يطل على شقق سكنية للعزاب والعمّال. وتساءلن: من هو صاحب القرار في إنشاء قاعة للاجتماعات فوق سطح المبنى، والتي أصبحت مرتعاً للطيور والحمام والقطط؟وعند مخرج العمارة الرئيس يمكن ملاحظة تسرب مياه الصرف الصحي التي تنشر الروائح الكريهة. كما أن الشارع المقابل للمبنى ضيق ويشهد غالباً مشاجرات بين السائقين مما يستدعي أحياناً تدخل الدوريات الأمنية. وفي ختام جولة “الوطن” بالمبنى تساءلت إحدى الموظفات “أين تذهب الميزانية المخصصة للتعليم والتي تخصصها الدولة كل سنة على اعتبار أنها الأضخم حجماً من بين كل القطاعات؟”.وفي رده حول موعد استلام المبنى الجديد، قال مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس لـ”الوطن” أمس إن المبنى الجديد ما زال تحت التجهيز، وسينتهي العمل فيه خلال الفترة المقبلة. وعبر عن اعتقاده بأنه سيتم الانتقال إليه قريبا بل وقريبا جدا على حد قوله.