قال بمقاله : مديرو المدارس اكتفوا بالصور التذكارية مع الطلاب “الموسى”: منذ 70 سنة لم نغير سطراً واحداً في واقع التعليم بالمملكة

شبكة معلمي ومعلمات المملكة – متابعات : علّق الكاتب بصحيفة “الوطن” علي الموسى، على تفنن مديري التعليم بمختلف المناطق في التقاط الصور التذكارية مع طلاب الصف الأول الابتدائي في أول أيام العام الدراسي، مشيراً إلى تغطية معظم الصحف في ذلك.

وقال “الموسى” في مقاله بصحيفة “الوطن” بعنوان “برهة مديري التعليم”: إن البرهة في المخيال الشعبي، هي ذاتها في قاموس اللغة أن تتسلل مع خيوط الشمس لقضاء عمل أو الغارة لإنجاز مهمة، هو بالضبط ما شاهدته من السادة مديري التعليم بمختلف المناطق في اليوم الأول لبدء العام الدراسي، كما كانت تغطية معظم الصحف، تفنن السادة مديري التعليم في التقاط الصور التذكارية مع طلاب الصف الأول الابتدائي عند الساعة السابعة من يوم الحياة الأول، كأن الهدف من “ماكينزم” التعليم أن يحتفظ الطالب بصورة للتاريخ ليقول لأطفاله بعد ثلاثين سنة هذه صورتي في اليوم الأول للمدرسة مع صاحب السعادة، وللحق، فقد كانت “برهة” هذا العام استثنائية لافتة لكل مدير للتعليم، وكلنا نعرف ما الذي تغير في هذا العام، وزير جديد يعرف القاصي والداني أنه لا ينام بعد الفجر حتى في نهايات الأسبوع وإجازاته الخاصة.
وأضاف “الموسى”: سأقولها اليوم بوضوح ومكاشفة، نحن لا نريد من مهمة التعليم أن تتحول لصور وذكريات ما بين اليوم الأول في حياة الطفل إلى نهاياته شاباً على أبواب الوظيفة، نحن نريد أن نشاهد الفارق في البناء العقلي، لا ما بين عامين من حياة الطالب في المدرسة، بل ما بين أسبوعين، الكارثة وكم وردت في مقالاتي هذه “المفردة”، أن بحثاً تربوياً ميدانياً يقول بالحرف: إن نتائج اختبار استطلاعي ميداني برهنت أن الفوارق بين طالب الثاني المتوسط وبين الثاني الثانوي في نتائج هذا الاختبار لا تشير إلى أي فوارق على الإطلاق في القياس وحجم التحصيل، رغم عامين من الفرق الزمني والدراسي، وهنا سأدعو زملاء هذا البحث لأن يدرسوا أي فوارق هي تلك في ذات المعايير التربوية بين طالب السادسة وبين طالب التوجيهية.
وأشار “الموسى” بقوله: الخلاصة أننا لا نحتاج إلى برهة مدير تعليم لالتقاط الصور التذكارية مع أطفال الأول الابتدائية كي تكون الصورة “بروازاً” بعد عشرين أو ثلاثين سنة، نحن نريد ثورة حقيقية في المناهج وعدد الحصص ونسبة مساحة حصة الطالب من مدرسته، وهذه هي معايير اليونيسكو لجودة التعليم التي يختلف واقعنا منها مئة بالمئة.
وختم “الموسى” مقاله: في اليوم الثاني لبدء هذا العام الدراسي زرت المدرسة التي ابتدأ فيها “طفلان” عزيزان لحياتي من الأقارب، كانا يبكيان برعب وخوف، مثلما كنت أبكي قبل أربعين سنة في يومي الأول، ومثلما كان أولادي مازن ومحمد وخلدون يبكون في ذات التوقيت والمرحلة، كلنا يحمل الصورة النمطية عن المدرسة منذ سبعين سنة، ومنذ سبعين سنة أيضاً لم نغير سطراً واحداً في واقع التعليم.
المواطن