شبكة معلمي ومعلمات المملكة – متابعات : ماذا لو بادرت معلمات بإنشاء حاضنات لأطفالهن في المدارس بجهود ذاتية .. كيف ستتعامل الجهات المختصة مع المبادرة وما هي التسهيلات المرتقبة ؟ كل الوقائع الماثلة تحفز على تحقيق مثل هذا الحلم خصوصا بعد انتشار فظائع الخادمات وجرائمهن في حق الأطفال وسط غياب الأمهات في وظائفهن..
أم لينا، مثلا، والتي تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية تقول: ابنتي مريضة سكر، أتركها مع الخادمة وأترك قلبي معها خشية أن تنتابها نوبة السكر وأنا غائبة.. صحيح أنني دربت الخادمة على التعامل مع الحالة لكن قلقي مستمر فنوبة سكري الأطفال أخطر .. وكل أملي أن تخصص إدارة مدرستي غرفة خاصة للأطفال.لكن حكاية أم فادية تختلف فهي تعمل في ذات المدرسة استقدمت خادمة أفريقية ولم تثق يوما فيها .. إذ كانت تقدم على تصرفات غريبة ودائمة البكاء وتتخيل أن الدواليب ستقع على رأسها وخشيت أن تتعرض ابنتها للأذى فاضطرت إلى تسفيرها إلى بلادها .. واستعانت بحضانة خاصة عالية التكاليف وهناك مشكلة أخرى ظلت تواجهها وهي اختلاف فترة الدوام بين مقر عملها وحضانة أطفالها.
الخريجات: هذا تناقض
في المقابل تقف الآلاف من خريجات رياض الأطفال على الرصيف في انتظار التوظيف مع أن الحاجة ماثلة لهن في شغل الوظائف التي يمكن أن تتيحها إنشاء حاضنات في المدارس ومع ذلك ليست هناك أي ملامح أو عزم لإنشائها.. وتقول الخريجة ناهد محمد: من أبسط حقوقي كخريجة متخصصة هو أن أجد مكانا لطموحي وألا يتعدى عليه الغير من المعلمات غير المؤهلات أو الكبيرات في السن، نحن في أوج شبابنا قادرات على العطاء والأداء والتعامل مع الأطفال ومجالستهم فمتى تستجيب الجهات المختصة لمطالبنا؟ .
وتتفق مع رأي ناهد زميلتها فاطمة العتيبي وتضيف أن المجتمع لا يزال يجهل أهمية رياض الأطفال كتخصص وما له من أثر على التربية وعلى التعليم، وعزت رفض العديد من الأهالي لإلحاق أطفالهم في الروضات إلى تهميش الوزارة لهن كمعلمات متخصصات أفنين جزءا من أعمارهن ليتأهلن لتعليم وتأسيس الأطفال في أهم المراحل. وأشارت إلى أنه طالما أنه لا يوجد تنسيق بين وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والخدمة المدنية في التخصصات المتاحة والوظائف المطروحة فسيكون هناك عاطلات.. واستغربت ما يحدث لهن كخريجات برغم الحاجة الماسة لحضانات في المدراس بمختلف مراحلها.
على طريقة القطة
فاطمة الحكمي تحث وزارة التربية والتعليم لإيجاد حل لمشكلة خريجات رياض الأطفال وتقول (نريد حلولا حتى لو باتصال هاتفي .. ليس من المعقول أن تقول لنا الخدمة المدنية إن التربية والتعليم لم تعلن عن احتياجها لخريجات رياض الأطفال وتقول التربية إن الوظائف لم تصدر من الخدمة المدنية).. وتتساءل مستغربة، هل من المعقول أن يصل عدم التنسيق بين الوزارتين إلى هذه الدرجة أم أن هذه من أساليب التصريف والتطفيش.«عكاظ الأسبوعية» جالت على بعض الحضانات في المدارس وتبين أن معلمات ومديرات أنشأنها بنظام القطة والتشارك وسبق أن أعلنت وزارة التربية والتعليم أن لا علاقة بها.. وتقول بعض المعلمات إن خطوة الوزارة كانت بمثابة صفعة حادة لهن.. وذكرت مديرة إحدى المدارس الحكومية في مدينة ينبع: نحن بحاجة للروضات الحكومية داخل المدارس لتثقف أبناءنا وتبعدهم عن الخادمات والأجهزة الإلكترونية.. في المدرسة حرصنا على إقامة هذا المشروع بجهد ذاتي والمعلمات يطالبن بضرورة اتخاذ قرار يلزم كل المدارس بإنشاء حضانات على أن يسهمن في ذلك طبقا لإمكانياتهن.وفي جولة «عكاظ الأسبوعية» على روضة أطفال في حي العزيزية بالرياض تبين أن مديرة المدرسة فكرت وتحمست لإنشاء حضانة وخاطبت الوزارة ثم تراجعت عن الفكرة خشية من المسؤولية حال حدوث مشكلة واضطرت المعلمات إلى استخدام غرفة خالية كحاضنة لأطفالهن.
عكاظ