ولماذا لا يكون المعلم هو المشكلة؟!

غانم الحمر

عندما قال لـ «شرق» وزير التربية والتعليم إن «المشكلة هي المعلم» فقد وضع يده على الجرح، ودائماً ما يكون الاعترافُ هو أول مراحل الحل، مثل ما أن تشخيص العلة هو أول مراحل العلاج. وفي رأيي أن المعلم لدينا لم يحظَ بالمكانة التي يستحقها، فليس هناك في هيكل الوزارة سوى مستويات يعين على أحدها المعلم بناءً على مؤهله العلمي، ثم يبقى طيلة فترة خدمته على نفس المستوى حتى يحقق مؤهلاً علمياً أعلى دون النظر إلى تميُّزه أو إبداعه، كذلك هناك في السنين الأخيرة سعيٌ لمساواة المعلم بموظفي القطاع العام من ناحية الإجازات والدوامات. لا يوجد حوافز للمعلم الذي يدير المدرسة أو للوكلاء الإدرايين، لا يوجد حوافز للمعلم الذي ينفِّذُ أنشطة إضافية كالإرشاد الطلابي أو النشاط اللامنهجي، لا توجد حوافز لمعلمي الصفوف الأولية، لا يوجد ميزاتٌ للمختلفين في النصاب الأسبوعي، لا يوجد تقدير على شكل ميزات للمعلم الخبير ذي الخدمة الطويلة، لا يوجد اهتمام بمسألة حقوق المعلمين كإضافة خدمات مَن كانوا على بند الـ 105، أو المطالبين بالفروقات. أخيراً، وزير التعليم عندما قال «مشكلتنا في المعلم» فأعتقد أنه سيراعي له سمعه، وستكون هذه أول الحلول حتى نصل إلى المرحلة الأخيرة وهي (رضا المعلمين)، وبالتالي خروج منتج سليم يحب أن يأتي صباحاً للمدرسة لأنه «سيتصبح» على ابتسامة رضا من معلمه أو معلمته.