وزارة التربية والتعليم ترى أن من حقها أن تعتبر نمص المعلمات لحواجبهن خروجا عن مقتضى ما ينبغي عليهن أن يظهرن به أمام تلميذاتهن من التزام ولذلك راحت تتوعد نامصات الحواجب مؤكدة لهن أن ما يقمن به ويقدمن عليه من النمص سوف يؤثر في تقارير الأداء الوظيفي لهن.ووزارة التربية والتعليم ترى كذلك من حقها أن تأمر طالبات المدارس بما في ذلك طالبات المدارس الابتدائية أن يعتمدن لبس العباية على الرأس وأن تؤكد لهن أن وضعها على الكتفين كما تفعل غالبية النساء أمر منكر يتعارض مع أصول التربية والتنشئة الصالحة وأن تحذرهن من أن من تضع عباءتها على كتفها سوف تتعرض للخصم من علامات السلوك التي تشهد لها بالخلق السليم والأدب القويم.للتربية أن تشترط على المعلمات ما تشاء وتطلب من الطالبات ما تريد ما دمن «تحت ولايتها»، وعليهن أن يرتدعن عن ذلك المنكر الذي حذرتهن منه الوزارة أو يعرضن أنفسهن لعقاب لا يعرفن -وربما يعرفن- عواقبه، غير أن من حقهن في الوقت نفسه أن يطالبن الوزارة أن تحرص على حقوقهن بمثل ما تحرص على شعر حواجبهن فلا يمسه نمص، وعلى عباءاتهن فلا تسقط من قمة الرأس لتستقر على الأكتاف.من حقهن أن يطالبن بمبان مدرسية تحترم إنسانيتهن وليست كتلك التي حدثتنا الصحف عن افتقارها لدورات المياه على نحو تضطر فيه المعلمات إلى استخدام حمام حارس المدرسة ويضطر أولياء أمور الطالبات أن يصطحبوا بناتهم كي «يعملوها» في البيت ومن ثم يعدن إلى مدارسهن، من حقهن أن يطالبن بمواصلات ترحمهن من مشاق الطريق وتحميهن من الموت المتربص بهن في بطون الأودية ومرتفعات الجبال، من حقهن أن يطالبن بذلك كله وغير ذلك كذلك، غير أنهن -وهن المستضعفات، لا يملكن وسيلة للتهديد ولا يتدخلن في تقويم أداء الوزارة ولا يرصدن علامات السلوك للقائمين على أمرها.
سعيد السريحي