ورقة تربوية: استخدام اللهجة العامية في المدارس سبب رئيسي لضعف الطلاب في مادة الإملاء

عزت ورقة عمل تربوية أسباب تأخر وتدني الطلاب في مادة الإملاء إلى 16 سببا تسببت في إحداث فجوة كبيرة بين المتعلمين ومادة وصفت بأنها عسيرة، محذرا في ذات السياق من أن استخدام اللهجة العامية في حصة الإملاء قوض من عملية نجاحها في وقت استحوذت الأجهزة الإلكترونية على جميع مفاصل الحياة التعليمية. ويوضح الباحث راشد الشعلان العقبات التي تواجه الطلاب في مادة الإملاء، ومن أهمها الهمزات في وسط الكلمة أو آخرها، والألف اللينة في آخر الكلمة، وهمزة الوصل والفصل، والتاء المربوطة والتاء المفتوحة، واللام الشمسية واللام القمرية، والحروف التي تنطق ولا تكتب، والحروف التي تكتب ولا تنطق، والخلط بين الأصوات المتشابهة أو الحروف المتشابهة رسما. وعلل الشعلان أهم الأسباب إلى ما سماه بضعف السمع والبصر وعدم الرعاية الصحيحة والنفسية، وعدم القدرة على التمييز بين الأصوات المتقاربة، ونسيان القاعدة الإملائية الضابطة، والضعف في القراءة، وعدم التدريب الكافي عليها، وتدريس الإملاء على أنه طريقة اختبارية تقوم على اختبار التلميذ في كلمات صعبة بعيدة عن القاموس الكتابي للتلميذ، وعدم ربط الإملاء بفروع اللغة العربية، وإهمال أسس التهجي السليم الذي يعتمد على العين والأذن واليد، وعدم تصويب الأخطاء مباشرة، والتصحيح التقليدي لأخطاء التلاميذ، وعدم مشاركة التلميذ في تصحيح الأخطاء. واستطرد الباحث التربوي في تحديد أماكن الخلل بجنوح بعض المعلمين والطلبة نحو استخدام اللهجات العامية في الإملاء والسرعة في إملاء القطعة وعدم الوضوح وعدم النطق السليم للحروف والحركات، وقلة التدريبات المصاحبة لكل درس وطول القطعة الإملائية، مما يؤدي إلى التعب والوقوع في الخطأ الإملائي، وعدم الاهتمام بأخطاء التلاميذ الإملائية خارج كراسات الإملاء وعدم التنويع في طرائق التدريس مما يؤدي إلى الملل والانصراف عن الدرس، وعدم إلمام بعض المعلمين بقواعد الإملاء إلماما كافيا خاصة في الهمزات والألف اللينة، عدم استخدام الوسائل المتنوعة في تدريس الإملاء، لا سيما البطاقات والسبورة الشخصية والشرائح الشفافة. وزاد الشعلان بالقول: «يجب على المعلم أن يحسن اختيار القطع الإملائية، بحيث تتناسب مع مستوى التلاميذ، وتخدم أهدافا متعددة؛ دينية وتربوية ولغوية، وكثرة التدريبات والتطبيقات المختلفة على المهارات المطلوبة، وأن يقرأ المعلم النص قراءة صحيحة واضحة لا غموض فيها، وتكليف الطالب استخراج المهارات من المقروء، وتكليف التلاميذ بواجبات منزلية تتضمن مهارات مختلفة؛ كأن يجمع التلميذ عشرين كلمة تنتهي بالتاء المربوطة وهكذا، وتوافر قطعة في نهاية كل درس تشتمل على المهارات تدريجيا ويدرب من خلالها التلميذ في المدرسة والبيت، والإكثار من الأمثلة المتشابهة للمهارة التي يتناولها المعلم في الحصة، والاهتمام باستخدام السبورة في تفسير معاني الكلمات الجديدة، وربط الإملاء بالمواد الدراسية الأخرى. وأضاف بالقول: من أهم الأمور في عملية تفعيل مادة الإملاء تدريب الأذن على حسن الإصغاء لمخارج الحروف وتدريب اللسان على النطق الصحيح، وتدريب اليد المستمر على الكتابة وتدريب العين على الرؤية الصحيحة للكلمة، وجمع الكلمات الصعبة التي يشكو منها كثير من التلاميذ وكتابتها ثم تعليقها على لوحات في طرقات وساحات المدرسة، وتخصيص دفاتر لضعاف التلاميذ تكون في معيتهم كل حصص، ومعالجة ظاهرة ضعف القراءة عند التلاميذ. وأضاف الباحث التربوي أنه ينبغي عدم التهاون في عملية التصحيح. وأن يعتني المعلم بتدريب تلاميذه على أصوات الحروف ولا سيما الحروف المتقاربة في مخارجها الصوتية وفي رسمها، وأن يستخدم المعلم في تصحيح الأخطاء الإملائية، الأساليب المناسبة وخير ما يحقق الغاية مساعدة التلميذ على كشف خطئه وتعرف الصواب بجهده هو ومحاسبة التلاميذ على أخطائهم الإملائية في المواد الأخرى، وألا يحرص المعلم على إملاء قطعة إملائية على تلاميذه في كل حصة، بل يجب عليه أن يخصص بعض الحصص للشرح والتوضيح والاكتفاء بكتابة كلمات مفردة حتى تثبت القاعدة الإملائية في أذهان التلاميذ. واختتم بالقول: «يجب أن يطلب المعلم من تلاميذه أن يستذكروا عدة أسطر ثم يختبرهم في إملائها في اليوم التالي، مع الاهتمام بالمعنى والفهم معا، وتنويع طرق تدريس الإملاء لطرد الملل والسآمة ومراعاة الفروق الفردية والاهتمام بالوسائل المتنوعة في تدريس الإملاء ولا سيما السبورة الشخصية والبطاقات والشرائح الشفافة».