ومشكلة الغياب مثلها مثل مشكلة التنمر وكثير من المشكلات التي باتت تعتري العملية التعليمية، لا يمكن حلها بالتوجيهات والتعليمات ولن تحول دون استمرارها التحذيرات والعقوبات، وإنما بإعادة الاعتبار لقيمة التعليم، وهي قيمة مرتبطة بما يتصوره الطلاب والطالبات من مردود التعليم عليهم وارتباط مستقبلهم بنجاحهم خلال مسيرة تعليمهم، قيمة التعليم ترتبط بأن يدرك الطلاب تمام الإدراك أن المواد التي يدرسونها والمعلمين الذي يعلمونهم إنما هم الجسور التي تحملهم نحو مستقبل تتوفر لهم فيه فرص العمل الكريم والسكن الكريم والحياة الكريمة.
ولعل التعليم لم يصب بشيء كما أصيب بعجز نتائجه عن تحقيق ما ينتظره الطلاب منه، وكيف له أن يقنع الطلاب والطالبات بتحمل مشاقه دون تبرم أو تنمر أو غياب أو تكاسل دون القيام بواجباته إذا كان هؤلاء الطلاب والطالبات يرون أجيالا ممن سبقوهم لم يوفر لهم التعليم العمل الكريم ولا السكن الكريم ولا الحياة الكريمة كذلك؟
هيبة التعليم لا يمكن استعادتها قبل استعادة قيمته وبدون ذلك سيبقى العام الدراسي كله عاما «ميتا» وليس الأسبوع الذي يسبق الإجازات وحده «الميت» فقط.