الرئيس التركي يطالب سورية بإجراء “إصلاحات جوهرية”

طالب الرئيس التركي، عبد الله غول، نظيره السوري، بشار الأسد، بإجراء “إصلاحات جوهرية” في بلاده، محذِّرا من أن بلاده “لن تقف على الحياد” حيال الأزمة في سورية، بل “ستدعم مطالب الشعب السوري”.

ففي لقاء مع بي بي سي، قال غول “إن تركيا لم تعد تثق” بحليفها الوثيق السابق، أي الرئيس بشار الأسد.

وقال غول إن “النظام السوري قد وصل الآن طريق مسدود”، مشيرا إلى أن تركيا “مستعدة لأسوا الاحتمالات”.

وأضاف: “في هذا العصر، لم تعد الأنظمة الشمولية ونظام حكم الحزب الواحد مقبولة، أولا من قبل شعب تلك البلاد، وبالطبع من قبل المنطقة والعالم”.

تواصل شخصي

ومضى الرئيس التركي إلى القول إنه على الرغم من تواصله الدائم مع الرئيس الأسد على الصعيد الشخصي في الماضي، فإن التأكيدات بشأن إجراء إصلاح في بلاده لم يتبعها تغيير ملموس.

“نحن لا نودُّ التدخُّل في الشؤون الداخلية السورية. لكن، طالما أن ذلك يحدث في جوارنا، وطالما أن السوريين أصدقاؤنا، وطالما أننا نتمنى لهم الخير، فلا يمكن أن نكون غير مبالين بما يحدث”

الرئيس التركي عبد الله غول

وتابع قائلا: “لسوء الحظ، لقد كان هنالك القليل من العمل، وقد جاء متأخِّرا، ولذلك لم يعد لدينا من ثقة.”

ورأى المسؤول التركي أن “الشعب السوري يستحق التغييرات التي سعى لتحقيقها، وقد أُرغم (البعض) على اللجوء إلى الشارع لأن طلباتهم لم تُلبَّ.”

لكنه أردف قائلا: “نحن لا نودُّ التدخُّل في الشؤون الداخلية السورية. لكن، طالما أن ذلك يحدث في جوارنا، وطالما أن السوريين أصدقاؤنا، وطالما أننا نتمنى لهم الخير، فلا يمكن أن نكون غير مبالين بما يحدث.”

مصالح تركية

لكن غول قال إن تركيا “لا تساورها أي شكوك بشأن دفاعها عن نفسها ضد أي هجمات تتعرض لها المصالح التركية.”

ورأى أن سورية “تحتاج إلى تغيير أوسع من مجرَّد الإطاحة بالأسد”، قائلا: “ليس الأمر قضية شخص واحد، بل هي قضية النظام وحزب البعث وهيكليته برمَّتها”.

الرئيس السوري بشار الأسدهدَّد الأسد مؤخَّرا من أن أي استهداف لبلاد “سيحدث زلزالا في المنطقة”.

وأشار غول إلى أن “حوالي 10 آلاف لاجئ سوري” قد عبروا الحدود إلى داخل تركيا منذ بداية الاحتجاجات في سورية في الخامس عشر من مارس/آذار الماضي، مؤكِّدا أن تركيا “ستواصل تقديم المساعدة والدعم إلى لاجئين آخرين”، في حال قدومهم إلى بلاده.

لكنه قال إن تركيا، ولأسباب إنسانية، لا تخطط لإيقاف تزويد سوريا بالكهرباء.

تصريحات أردوغان

وقد تناغمت تصريحات غول مع تلك التي كان رئيس وزرائه، رجب طيِّب أردوغان، قد أدلى بها مؤخَّرا عندما قال: “إن فشل سورية لا يمكن أن يُبنى على دماء المقهورين.”

ورغم كثرة تصريحات المسؤولين الأتراك حيال دمشق خلال الفترة الأخيرة، وازدياد حدَّة تلك التصريحات، لوحظ عدم صدور ردود مباشرة من قبل الأسد، وإن كان قد هدَّد مؤخَّرا أكثر من مرَّة بأن “منطقة الشرق الأوسط برمَّتها ستشهد زلزالا في حال استهداف سورية”.

وقد جاءت تصريحات غول في أعقاب تقارير تحدثت الاثنين عن تعرُّض حافلتين، تقلاَّن أتراكا عائدين من الحج في السعودية، لاعتداء في سورية، الأمر الذي لم تنفِه أو تؤكِّده السلطات الرسمية السورية.

كما تأتي هذه التطورات أيضا بينما تستعد لجنة حقوق الإنسان التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت الثلاثاء على مشروع قرار يدين قمع المتظاهرين في سورية.

“إن النداءات الصادرة عن العواصم الغربية إلى المعارضة السورية برفض الحوار مع القيادة السورية هي عبارة عن استفزاز سياسي على النطاق الدولي”

سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي

وقد أثار مشروع القرار، والذي تقدَّمت به كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ردَّ فعل غاضب من قبل الحكومة السورية، إذ اعتبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن أوروبا تعاني من “رهاب سوري”.

“استفزاز سياسي”

من جهتها، اعتبرت روسيا، الحليف الأقوى لدمشق، أن الضغوط التي تتعرض لها سورية من قبل الدول الغربية وحلفائها إنَّما تدفع بالمنطقة برمَّتها إلى حافة الخطر.

ففي مؤتمر صحفي عقده الاثنين في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: “إن النداءات الصادرة عن العواصم الغربية إلى المعارضة السورية برفض الحوار مع القيادة السورية هي عبارة عن استفزاز سياسي على النطاق الدولي.”

وأضاف لافروف قائلا: “من الضروري وقف العنف، ولكن يجب توجيه هذا الطلب أيضا إلى المجموعات المسلَّحة التي تغلغلت في المعارضة السورية.”