شبكة معلمي ومعلمات المملكة – متابعات : الملخصات الدراسية.. من جهد المعلمة إلى مخالفة الأنظمة
أكد مصدر بإحدى الإدارات التابعة لوزارة التربية والتعليم، أن الوزارة تعتزم تعميم قرار جديد يفيد بتطبيق عقوبة رادعة لكل معلمة يثبت أنها تختصر المنهج الدراسي للطالبات، سواء أكان ذلك بأسلوب مذكرة تحتوي على أسئلة وأجوبة أو تقديم موجز ملخص بالدروس للطالبات أو حتى بتحديد بعض الدروس في المقرر.وذكر المصدر أن عقوبة المعلمة المخالفة تكون وفق ما جاءت به لائحة شاغلي الوظائف التعليمية. وكذلك تضمن القرار إنزال عقوبة رادعة بحق كل مديرة مدرسة ثبت علمها وتسترها على تلك الممارسات من معلماتها دون محاسبتهن وتتمثل عقوبة المديرة في إنهاء تكليفها وإعادتها للعمل كمعلمة عادية في المدرسة.وجاءت تلك البادرة لرؤية الوزارة أن طريقة اختصار المناهج الدراسية تؤدي إلى إهمال الطالبة للكتب الدراسية المقررة وكتب الأنشطة الملحقة بها، وبالتالي ضعف صلة الطالبات بالمقرر.«المدينة» حاولت رصد وجهات النظر المتباينة لعدد من المعلمات والتربويات ومن يعنيهن الأمر حول القرار المزمع.
الوقت غير كافٍ
تقول حنان المولد (معلمة تربية إسلامية): إن الوقت المحدد للحصة لا يكفي للشرح التفاعلي المفروض علينا في كتاب النشاط فنجد أن كتاب النشاط يحتوي على ثلاثة إلى ستة أنشطة يجب البدء بمناقشتها مع الطالبات كمقدمة للدرس، بالإضافة إلى النشاط المدرج في كتاب الطالبة، فمجرد أن تبدأ المعلمة بالدرس التفاعلي تضطر إلى الاستماع إلى إجابات الطالبات وتصحيحها واختيار الأفضل منها ومن ثم تبدأ شرح الدرس المقرر في كتاب الطالبة وبهذا تجد أن الوقت المتبقي لا يكفي لإعطاء الدرس حقه من الشرح خاصةً أن كتاب النشاط لا يحل كواجب منزلي بل يجب مناقشته مع الطالبات في الصف.وتضيف: نحن مكلفون عند وضع أسئلة الاختبارات بتنويعها بين ما ورد في كتاب النشاط وما ورد في الشرح، لذا نلجأ إلى التحديد أو التلخيص لتعويض ما مضى ولم يسعفنا لذكره الوقت، وهذا سبب مهم في عدم تفعيل كتب النشاط بالشكل المطلوب.
مساعدة الطالبات
وترى زهور أبو قاسم (معلمة علوم) أن المعلمة في طريقة تدريسها لطالباتها يفضل أن تترك لها حرية اختيار طريقتها وأسلوبها دون فرض أسلوب معين عليها قد يضعف أداءها، وبالتالي يتسبب في نفور الطالبة من المادة فالمعلمة أعلم بمسؤوليتها وهي المحاسبة أمام الله.
وتضيف: نحن المعلمات نبذل كل ما في وسعنا للارتقاء بالمادة التعليمية ورفع مستوى الطالبات لما فيه المصلحة والنفع والفائدة.
وتؤكد أبو قاسم أنها ضد الملخصات التي تختصر المنهج بطريقة مبالغ فيها وترى أن الهدف من الملخصات هو ترتيب وتجميع المعلومات بطريقة شيقة ومغايرة من باب مساعدة الطالبة على الحفظ والاستذكار بشكل أفضل.وتؤكد علوة أبو فايع (معلمة لغة عربية) أن المعلمات لجأن إلى تلخيص وتحديد الدروس بسبب حالات التأخر والرسوب التي تعاني منها الطالبات فترى أنه من واجب المعلمة في هذه الحالة تبسيط المنهج الدراسي على الطالبة كمساعدة لها على النجاح والتقدم. وترى أن السبب في إهمال كتب النشاط هو كثرة الأنشطة والتدريبات، التي لا يسع للمعلمة والطالبة استيعابها لأن وقت الحصة ووقت الفصل الدراسي محدد ولا مجال للزيادة فيه. وأشارت مديرة إحدى مدارس المرحلة المتوسطة إلى أن بعض المعلمات قد يلجأن أحيانًا إلى عملية التلخيص والتحديد لأن مستوى الطالبات أقل من جيد ومهاراتهن لا تتناسب مع مرحلتهن الدراسية لأن الطالبة في الأساس معدة إعداد ضعيف.وتضيف: أنا ضد الملخصات تمامًا لكن لابد أن تكون هناك خطوات نبدأ بها لتكون البداية صحيحة مع الطالبات دون الإخلال بما جاءت به المناهج الدراسية، ولكن كنوع من التسهيل على الطالبة فقط.
الحاجة إلى الملخصات
ومن جانبها رأت الطالبة عهد عبدالله أن الملخصات ضرورية خاصةً في المواد الدسمة، كما يرونها الطالبات، وهي الرياضيات والعلوم بأنواعها واللغة الإنجليزية، وتقول بأن الملخصات التي تقدمها لهن المعلمات ما هي إلا ترتيب للمنهج وتوضيح لطريقة الأسئلة، التي تحتويها ورقة الامتحان حتى لا تتفاجأ الطالبات بأنماط أسئلة جديدة عليهن.تقول عائشة سلطان طالبة في المرحلة الثانوية إن المواد كثيرة وكل مادة تحتوي على كم هائل من الأنشطة، لذلك فإن التلخيص أو التحديد مهم لأن هناك ما لا يستحق العناء في المنهج، ويكون تكرار لما سبقه، ولكن بطرق مختلفة فمن الأفضل التركيز على ما هو مهم وتحديده دون تشتت ومن هنا تنشأ أهمية التحديد، والذي هو في الواقع لا يضعف الصلة بالكتاب الدراسي إذ إننا نستقي المادة كاملة خلال العام الدراسي من الكتاب المقرر ولا نلجأ إلى التحديد إلا في وقت الامتحانات، وهي فترة عصيبة تستحق المساعدة حتى لا تشكل عبئا علينا، وبالتالي نستطيع تحصيل مستوى دراسي أفضل.
تُجنب الحشو
وترى أمل عسيري معلمة وأم لطالبة في المرحلة المتوسطة، أن الملخصات ليست إخفاقا من المعلمة ولا إجحاف بحق الطالبة، وهي مساعدة تستوجب الشكر والعرفان لأنها تساهم في رفع كفاءة مخرجات العملية التعليمية وربط الطالبة بالمنهج وتذكيرها به لسنوات طويلة بسبب تبسيط المعلومة، التي حصلت عليها من المعلمة.
المدينة