أشواك كم تفاحة معك ؟

كان المدرس منهمكا في شرح درس رياضيات للصف الثالث الابتدائي، ورغب في تبسيط إحدى المسائل، فأوقف أحد تلاميذه وسأله وهو واثق من أن تأتي إجابة تلميذه صحيحة لكي يبني على الجواب ويكمل شرح المسألة:

ــ إذا أنت اشتريت تفاحة، وأنا أعطيتك تفاحة.. كم تفاحة تكون معك؟

فأجاب التلميذ: تصبح ثلاث تفاحات يا أستاذ.

صدم المدرس من الإجابة وتضاحك التلاميذ، فتريث وأعاد إليه السؤال طالبا منه التركيز:

ــ أقول لك: إذا أنت اشتريت تفاحة، وأنا أعطيتك تفاحة.. كم تفاحة تكون معك؟

فرد التلميذ واثقا: تصبح ثلاث تفاحات يا أستاذ.

وقف المدرس متأججا من الغضب يكاد يعصف بتلميذه الذي وقف أمامه حائرا لا يعرف سببا لثورة وغضب مدرسه وتضاحك زملائه كلما كرر عليه أستاذه السؤال وأجاب.توقف المدرس عن الدرس، واستدعى مدير المدرسة ليحضر إلى الفصل ويرى (الكارثة) التي ابتلي بها.. جاء مدير المدرسة فوجد المدرس في حالة فوران، والتلاميذ في حالة هرج ومرج، والتلميذ يقف مرتبكا ولا يعرف سببا لكل هذا.عرف المدير المشكلة، فقام بإعادة السؤال على الطالب فأجابه بنفس الجواب وتعالت الضحكات من طلاب الصف وزفر المدرس متأففا ومتهما سوء التعليم ومخرجاته بإيصال هذا الطالب الفاشل إلى مستويات ماكان ليصل إليها لو أن هناك تمحيصا وتدقيقا، تريث المدير قليلا وهدأ على الطالب وقال له:

ــ حسنا، إذا أنت اشتريت برتقالة، وأنا أعطيتك برتقالة، فكم برتقالة تكون معك؟

فأجاب التلميذ :تصبح برتقالتين يا أستاذ.

استغرب المدير وسأله : ولماذا حين أسألك عن تفاحة وتفاحة تجيب بثلاث.

فأجاب التلميذ ببراءة متناهية: لأن ماما وضعت لي تفاحة في الحقيبة، وحين اشتري واحدة وتعطيني واحدة يصبح العدد ثلاث تفاحات.

**

هل وصلت رسالة القصة، من لم يصل إلى مغزاها العميق والمتعدد الاحتمالات فسوف أقول:

ليس كل جواب خطأ وليس كل سؤال صائبا وكل إجابة أو رأي مهما شذ قد يكون صحيحا لو علمت خفاياه.

والتريث وتقليب الاحتمالات مسألة في غاية الأهمية.. وهناك مغازٍ عديدة في هذه القصة يمكن لكل منكم الوصول إليها.

عبده خال