طالب يجد نفسه وحيداً في مدرسة موصدة الأبواب

نسي طالب داخل مكتب مرشد طلابي في إحدى مدارس مجمع الحرس الوطني في حي النسيم وسط جدة، ليظل حبيسا طوال خمس ساعات إثر مغادرة معلمي وطلاب المدرسة وإغلاق أبوابها.
وقال لـ «عكاظ» والد الطالب معاذ سند غازي ــ 11 عاما ــ إن ابنه تعرض للإغماء جراء ارتطام رأسه بجدار عن طريق الصدفة أثناء توجهه إلى فصله بعد انتهاء فترة الاستراحة، مضيفا «وعلى مدار خمس ساعات تملكتنا حالة من الترقب جراء تأخر وصول ابني من مدرسته، ما دفعني إلى تقديم بلاغ لشرطة جدة للبحث عن ابني المفقود»، مشيرا إلى أن ابنه ذكر أنه كان نائما في مكتب المرشد الطلابي في المدرسة بعد نقله إليه، وحين استيقظ فوجئ بخلو المدرسة، وأصيب بوساوس الوحدة التي دفعته إلى عدم العودة للمدرسة حتى الآن، مؤكدا رفعه شكوى ضد المدرسة إلى إدارة التربية والتعليم في جدة.
من جهته، أوضح لـ «عكاظ» مدير إدارة التربية والتعليم في جدة عبد الله الثقفي، أنه كلف مدير تعليم مكتب النسيم بالمتابعة الإدارية في شكوى ولي أمر الطالب، وما تضمنته من تفاصيل، مبينا أنه في حال ثبوت تقصير المدرسة سيتم تطبيق الأنظمة المتبعة ضد هذه الممارسات، مؤكدا أن الطلاب أمانة في أعناق القائمين على العملية التربوية.
وبالعودة لولي أمر الطالب معاذ، أوضح أنه فوجئ عند عودته من العمل بعدم رجوع ابنه من المدرسة ما اضطره للتوجه إلى قسم الشرطة المجاورة للمنزل للإبلاغ عن فقدانه، مضيفا «وفجأة تبادر إلى ذهني فكرة الاتصال بمعلم سبق أن درس ابني في الأعوام الماضية، وحفظت رقمه في هاتفي المحمول، وعند الاتصال به أعطاني رقم وكيل المدرسة الذي أفاد بتعرض ابني للإغماء».
وفي تلك اللحظات التي كان الوالد يبحث عن ابنه، استيقظ الأخير مصابا بالرهبة نظير تواجده وحيدا داخل المدرسة في مشهد لا يختلف عن التشخيص الساخر في مسرحية «العيال كبرت» حين ذهب الابن الأكبر إلى المدرسة في يوم إجازة رسمية.
ولم يجد معاذ طريقة للخروج بعد أن أوصدت الأبواب عليه، إلا كسر زجاج مكتب مطل على جدار مدرسة ثانوية مجاورة، والقفز، ومن ثم السقوط على رأسه المصاب مجددا.
وطوال الأسبوعين الجاري والماضي، ظل الطالب معاذ سند يرفض الذهاب إلى المدرسة، ورغم محاولات مسؤولين من الإدارة ثني الأب عن المضي في شكواه، بيد أنه ظل مصرا على معرفة المتسبب في إغلاق المدرسة على ابنه.