دراسة تكشف: المعلمون فشلوا في تدريس “الأحياء” بالمملكة

شبكة معلمي ومعلمات المملكة – متابعات : كشفت دراسة قامت بها، مؤخراً، المحاضر بقسم المناهج وأصول التربية بكليتي التربية والآداب، بجامعة الملك خالد، أروى عوض محمد آل محسنة، فشل الطرق التقليدية المعتادة والمتبعة التي ينتهجها معظم المعلمين والمعلمات في السعودية في تدريس مادة الأحياء.
وأوضحت الدراسة أن المتعلم يواجه عقبات عديدة حيال ذلك الأسلوب في التدريس؛ حيث يصعب عليه طرح الأسئلة، والقيام بالأنشطة المختلفة، من بحث وتقصٍّ، مما يؤدي إلى قصور واضح في تحقيق الأهداف الرئيسة من تدريس مادة الأحياء، كالتحصيل وفهم طبيعة العلم.
وتناولت الدراسة استراتيجية البنائية في التحصيل، وفهم طبيعة العلم لدى طالبات الصف الأول الثانوي؛ حيث اعتمدت عينة البحث على 67 طالبة من طالبات الصف الأول الثانوي، بالمدرسة الثانوية الـ 12، والتاسعة للبنات بأبها؛ حيث تم تقسيمهن إلى مجموعتين إحداهما تجريبية بلغت 35 طالبة درسن وحدتي البكتيريا والفيروسات، والطلائعيات، وذلك باستخدام استراتيجية البنائية، وفي العينة الثانية البالغ عدد طالباتها 32 طالبة، درسن الوحدتين ذاتها بالطريقة التقليدية الاعتيادية.
وتوصلت الباحثة من خلال الدراسة إلى أن الاستراتيجية القائمة على البنائية كان لها مستوى فعال، ومقبول علمياً في التحصيل، وتنمية فهم طبيعة العلم لديهن، كما أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بين متوسط درجات طالبات المجموعة التجريبية، في الاختبار التحصيلي، ودرجاتهم في اختبار فهم طبيعة العلم.
ووفقاً لتعريف الباحثة فإن استراتيجية البنائية، هي مجموعة من الإجراءات والأنشطة التدريسية التي تقوم بها معلمة الأحياء، والقائمة على مبادئ النظرية البنائية، والاستراتيجيات التدريسية المنبثقة عن النظرية البنائية، حيث تتكون من عدة مراحل، ولكل مرحلة مجموعة من الأنشطة، والإجراءات التدريسية، وتقوم الطالبة بممارسة تلك الأنشطة لتبني معرفتها بنفسها من خلال تفاعلها المستمر مع الخبرات، والمعارف الجديدة التي تساعدها في التحصيل، وتنمية فهم طبيعة العلم بالشكل السليم.
وهدفت الباحثة من دراستها إلى التعرف على مراحل إعداد استراتيجية البنائية لتدريس مادة الأحياء في المرحلة الثانوية، إضافة إلى فعالية تدريس الأحياء باستخدام تلك الاستراتيجية في تحصيل طالبات الصف الأول الثانوي، مع فهمهم لطبيعة العلم، والعلاقة بين التحصيل في الأحياء وفهم طبيعة العلم لدى الطالبات.
وتوصلت الباحثة من خلال الدراسة إلى عدد من التوصيات المهمة، كتبني استراتيجية التدريس القائمة على البنائية كأحد الاستراتيجيات الحديثة المساعدة على التعلم، إضافة إلى استخدامها لترفع مستوى التحصيل، وتنمية فهم طالبات المرحلة الثانوية في السعودية لطبيعة العلم، إضافة إلى تدريب المعلمات في المرحلة الثانوية على تدريس الأحياء باستخدام استراتيجية البنائية، مع حث المشرفات التربويات لتدريس الأحياء بالمرحلة الثانوية للمعلمات على ضرورة استخدام الاستراتيجيات، والنماذج الدراسية القائمة على البنائية، وتضمين محتوى مقررات طرق التدريس الخاصة بكليات التربية للمعلمات بموضوعات تتعلق باستراتيجيات البنائية، وتطبيقاتها التربوية.
وأوصت الدراسة بوضع برامج تدريبية للمعلمات في أثناء الخدمة؛ لتنمية التدريس البنائي لديهن، واستخدام استراتيجية البنائية في تدريس وحدتي “البكتيريا والفيروسات والطلائعيات، طبقاً لدليل المعلمة المعد بالبحث، واستعانة معلمات الأحياء بالمختبر التحصيلي المعد في البحث؛ لقياس التحصيل في الوحدتين، واستعانتهم باختبار فهم طبيعة العلم الموجود بالبحث؛ لقياس مستوى فهم الطالبات لطبيعة العلم، والعمل على تنميته.
سبق